بحث هذه المدونة الإلكترونية

25‏/09‏/2010

أسطورة ياسون - رحلة البحث عن الفراء الذهبي





ياسون بن أيسون من بولوميلي ، وأسمه الحقيقي ديوميدس ، وهو بطل رحلة السفينة أرجو (وقد سميت السفينة كذلك إلى بانيها أرجوس بن فريكسوس)

وعند ولادته بعثت به أمه إلى جبل بليون وأدعت انها وضعت مولوداً ميتاً ، وذلك خوفا من عمه القاسي بلياس الذي سلب من أخيه ومن كل منافسية الحكم ، وهناك تولاه برعايته القنطور خيرون ومنحه أسم ياسون .

وصلت إلى أسماع بلياس نبوءة تقول أنه سوف يقضي على بلياس فتى يلبس في إحدى قدميه صندلاً وقدمه الأخرى عارية ، ولما كانت هيرا تكره بلياس لما يفعله من إهانه لها وعقوقاً نحوها حيث كانت تتنظر الفرصة المناسبة للأنتقام منه لذلك قررت أن تساعد ياسون .


لم يكن بلياس يعرف عن ياسون شيئاً ، أصبح ياسون شاباً يافعاً ، وذات يوم كان ياسون يعبر مجرى مائياً عميقاً فوجد على الضفة بجواره أمراة عجوز طلبت مساعدته ، فحملها فوق ظهره عبر المجرى المائي في شهامة وشجاعة ، وصلت العجوز سالمة إلى الضفة الأخرى للمجرى لكن فقد ياسون صندله من إحدى قدمية ، أصبحت إحدى قدميه عارية والقدم الأخرى بها صندل ، أصبح ياسون عنئذ الشخص المذكور في النبوءة .



سار ياسون في طريقه بعد أن عبر المجرى المائي ، سار بعد أن فقدت إحدى قدميه الصندل ، في ذلك الوقت كان بلياس يسير مع جماعة من النبلاء ، لمح بلياس ياسون لم يكن يعرف هويته ولاحظ أنه بفردة صندل واحدة فأرتعدت فرائسه وتذكر النبوءة وقرر أن يتخلص منه مهما كانت هويته ، وأيضا لم يكن ياسون يعرف هوية بلياس 


أفصح كل منهما للأخر عن شخصيته ، واصبح كل منهما في مواجهة الاخر دون أن يقصد ذلك ، فطالب ياسون عمه بلياس بحقه في عرش أبيه أيسون .



لجأ بلياس إلى الخديعة وأوهم ياسون أن المملكة في خطر عليه أولا أن يدرأ الخطر عن المملكة ثم يطالب بحقه في العرش ، فوافق ياسون 


لم يكن ياسون يتصرف سوى بأيحاء من هيرا فلم تكن المرأة العجوز التي حملها عبر النهر سوى هيرا متنكرة ولم تكن عباراته التي ينطق بها سوى إلهاماً من هيرا .


طلب بلياس من ياسون الذهاب إلى كولخيس والحصول على الفروة الذهبية التي كان يحتفظ بها فريكسوس بن أثاموس ونيفيلي 


فروة الحمل النادر الذي حمل فريكسوس من أورخومينوس إلى كولخيس ، أوهم بلياس ياسون أن استعادة الفروة الذهبية سوف تمنع الأخطار عن مملكة يولكوس ، فوافق ياسون .


من الأبطال الذين رافقوا ياسون في رحلته بعض أبناء الإله ﭙوسيدون وهم ناوﭙليوس الذي أنجبه ﭙوسيدون من أموموني ، ديوفيموس الذي أنجبه من يوروبي أبنة تيتووس ، أنكايوس الذي أنجبه من أستوﭙالايا ، وإرجينوس الميليتي الذي لم تذكر الروايات أسم والدته .


أستعد ياسون للقيام برحلته الشاقة من أجل الحصول على الفروة الذهبية ، ساعدته الربة أثينا بإيعاز من الربة هيرا 


تابعت هيرا ياسون ورفاقه أثناء رحلة الذهاب وأثناءعملية الحصول على الفروة الذهبية ، وتابعته أيضاً أثناء رحلة العودة بعد الحصول على الفروة الذهبية ، فكانت دائما تنقذه من كل الأخطار التي تقابله .


كانت الربة أثينا تهدف حقيقة إلى مساعدة ياسون تشفق عليه من شقاء رحلة الذهاب إلى كولخيس للحصول على الفروة الذهبية 

ذهبت الربة أثينا إلى أرجوس بن فريكسوس الذي طلب منه ياسون إعداد السفينة للرحلة ، قدمت إليه نصائح مفيدة نصحته أن يصنع سفينة ذات خمسين مجدافاً ساعدته في بناء السفينة 

بعد الأنتهاء من صنع السفينة أقتلعت الربة أثينا كتلة من أخشاب دودونا المقدسة وثبتتها في مقدمة السفينة منحتها القدرة على الكلام والتنبؤ وكان في ذلك فائدة بالغة طول الرحلة .

وصل ياسون إلى كولخيس فرض الملك أبيتيس ملك كولخيس ثلاث شروط قاسية قبل أن يسمح لياسون بالحصول على الفروة الذهبية ، 
الشرط الأول: ان يقوم بحرث حقل بواسطة محراث يجره ثورين ينفثان النار من أفواهما ولهما أقدام من النحاس

الشرط الثاني: ان يبذر في الحقل الذي حرثه أسنان التنين (وهي أسنان قيل إنها لو بذرت في الأرض لنبت منها رجال مدججون بالسلاح) 

الشرط الثالث: التغلب على التنين الشرس الذي لا ينام أبدا و الذي يقوم بحراسة الفروة الذهبية.

عندئذ هبت الربة أثينا بمصاحبة الربة هيرا لمساعدة ياسون ، ذهبت الربتان إلى الربة أفروديتي طلبتا منها أن تطلب من إله الحب إيروس أن يقذف بسهامه في قلب ميديا أبنة الملك أبيتيس (و التي كانت تجيد فنون السحر) لتحبه و تعشقه فتساعده في إنجاز الأعمال الصعبة التي فرضها عليه والدها 

وافقت الربة أفروديتي وأرسلت إله الحب إيروس ليلقى بسهامه الدافئة في قلب ميديا فأحبته ، ووعدها ياسون بالزواج لو ساعدته في إنجاز مهمته الشاقة

فأرشدته إلى طريقة يقاوم بها نار الثورين وأقدامهما النحاسية ، و ذلك بواسطة دهان يحمي جسمه من النيران





كما حذرته من المقاتلون الذين سوف ينبتون من الأرض ، و ارشدته الى طريقة التغلب عليهم بالحيلة ، فقد قام برمي حجر وسط مجموعة المقاتلون فور ظهورهم من الأرض ، احتار المقاتلون و لم يعرفوا من اين جاء الحجر و انقلبوا على بعض و اخذوا يتحاربون حتى قتلوا بعضهم البعض.



كما استطاعت بسحرها استخلاص ترياق لتنويم التنين الذى كان يحرس الفروة الذهبية ، و قد قام ياسون برشه على التنين ، فنام على الفور. 





وبذالك استطاع ياسون أن يستولي على الفروة الذهبية بمساعدة الساحرة ميديا وغادر كولخيس عائداً إلى يولكوس مصطحباً معه زوجته ميديا .



وطاردهما الملك في البحر ، وعندئذ مزقت ميديا جسد أخيها الصغير الذي اصطحبها ، ونثرت أشلاءه في البحر كي تعرقل سفينة أبيها الذي راح يحاول جمع أشلاء ابنه الصغير المتناثرة ومن ثم توقف عن مطاردة سفينة ياسون

بالقرب من نهاية الرحلة فقد الأبطال طريقهم وغرزت سفينتهم في الرمال وتاه البحر وأختفى عن أنظارهم وفقد الأبطال كل أمل في النجاة ، وناموا على الرمال في أنتظار موت محقق و غطى قائدهم ياسون رأسه بعباءة وراح في نوم عميق 

فزارته في المنام بنات الحورية ليبيا إحدى عشيقات الإله ﭙوسيدون بعثن في نفسه الأمل طلبن منه أن ينتظر علامة محددة هذه العلامة هي أن تطلق الحورية أمفتريتي عربة زوجها ﭙوسيدون ذات العجلات الذهبية السريعة 

فاق ياسون من نومه ينادي على رفاقه يخبرهم بما وعدته به بنات الحورية ليبيا 

فجأة ينظر ياسون ورفاقه حولهم يشاهدون مسخاً في هيئة حصان هائل الحجم يقفز في سرعة هائلة من البحر نحو اليابسة يتطاير من أطرافه رزاز كثيف يقطع رحلته بأقدامه السريعة التي تشبه سرعتها سرعة الريح 

فأدرك ﭙيليوس صديق ياسون على الفور أن الحورية أمفتريتي قد أطلقت عربة زوجها ﭙوسيدون وعلى الأبطال جميعاً أن يستعيدون الأمل في الحياة ويواصلوا الرحلة للعودة إلى أوطانهم .

عندئذ يقابلون إله البحر تريتون الذي أنجبه الإله ﭙوسيدون من الحورية أمفتريتي و يصف لهم تريتون طريق العودة ثم يقود سفينتهم حتى تشق طريقها في الماء (تسمى بعض الروايات هذه المنطقة ميناء أرجو حيث تقام فيها مذابح مقدسة للإله تريتون ووالده الإله ﭙوسيدون) .


أثناء عودة أبطال السفينة أرجو ترسو سفينتهم على شاطئ جزيرة ببروكوس الواقعة في بحر مرمة يحكمها الملك أموكوس الذي أنجبه الإله ﭙوسيدون كان أموكوس ملاكماً قوياً يعتقد أنه أقوى وأعنف وأشد ملاكم في العالم يتحدى الغرباء الذين يصلون إلى أرضه يقضي عليهم ثم يلقي بجثثهم من فوق صخرة عالية في البحر .


هبط أبطال السفينة أرجو أرض الجزيرة أستقبلهم الملك أموكوس بغطرسة وكبرياء طلبوا منه أن يمدهم بالماء والطعام وافق بشرط أن يتقدم أحدهم وينازله 



تطوع ﭙولودوكيس لمنازلته ، كان أموكوس ملاكماً قوياً ، شديد البأس ، بطلاً من أبطال الملاكمة ، فاز ببطولات كثيرة أثناء المباريات الأولومبية ، وافق أموكوس على منازلة ﭙولودوكيس 

بدأت المباراة ، مباراة شرسة ، حاول أثناءها كل ملاكم أن يقضي على منافسه ، لم يكن أموكوس بالخصم السهل ولم يكن ﭙولودوكيس أيضاً كذلك طالت فترة المباراة انتهت المباراة بفوز ﭙولودوكيس ومصرع أموكوس 

فهاجم أهل الجزيرة ﭙولودوكيس ، وقامت معركة حامية بينهم وبين أبطال السفينة أرجو ، أنتهت المعركة بهزيمة أهل الجزيرة أستولى الأبطال على كل ما يلزمهم من الطعام والشراب وذبحوا عشرين ثوراً أحمر اللون قدموها أضحية إلى الإله ﭙوسيدون وتوسلوا إليه أن يعف عنهم .

واصلوا رحلة العودة إلى يولكوس ، وهناك سعى ياسون الى استرداد عرش أبيه بعد ان نجح في مهمته الشاقة . وكان بلياس قد قتل والد ياسون أثناء غيابة في رحلته . وعندئذ طلب ياسون من زوجته ان تساعده بسحرها على الانتقام من مغتصب العرش وقاتل أبيه

وهناك خدعت ميديا الساحرة بنات بلياس وجعلتهن يقتلن والدهن بلياس ويقطعن جسده إرباً ، وهكذا أنتقمت الربة هيرا القاسية الشرسة من بلياس .

لم يكن ياسون سوى أداة لتنفيذ ذلك الأنتقام القاسي ، كما أدت ميديا مهمتها كما أرادت الربة هيرا 

لكن أكاستوس الذي خلف أباه بلياس على العرش أثار الشعب على ياسون وزوجته ميديا فاضطرا إلى الفرار من المدينة وغادر ياسون وزوجته ميديا إلى كورنثا ، ليسيطر ياسون على عرش كورنثا 

وهناك قضت ميديا مع زوجها سنوات عديدة أنجبت خلالها عدة أطفال ، لكن ياسون خان عهده بميديا وتزوج من فتاة أخرى تدعى جلاوركي أو كروسا ابنة كريون ملك كورنثة. 

وأكلت الغيرة قلب ميديا وأمتلأ صدرها بالحقد فانتقمت من غريمتها ومن أبيها كريون في ليلة الزفاف ثم قتلت بوحشية ابنيها من ياسون أمام ناظريه

وبعدئذ فرت إلى أثينا على عربة تسوقها أفاع مجنحة . 

وإما ياسون فقد انتحر او مات مقتولاً عندما سقط مؤخر السفينة "أرجو " علية وهو مستلق تحته

هناك تعليق واحد:

  1. اسطوره شيقة ولكنها طويلة نوعا ما و فيها بعض التفاصيل الغريبة ارجو ان يكون الموضوع دقيقا و ليس فيه زيادة حتى نستفيد منه حقا و شكرا

    ردحذف