بحث هذه المدونة الإلكترونية

25‏/09‏/2010

أسطورة برسيوس





كان هناك ملك يدعى اكرسيوس ، و كان لدية ابنه جميله اسمها ( دانى ) . 

عرافة أبوللو أخبرته أن أبن دانى سيقتله ذات يوم ، خاف اكرسيوس و حرص على عدم السماح بتحقيق نبوءة العرافه . 

فقام بحبس ابنته دانى و بنى حولها برج من البرونز حتى لا تتزوج ابدا" و بالتالى لا تنجب من يقتله . 

كان البرج بلا أبواب و ليس له أى منفذ الا نافذه صغيره ، و فى داخل البرج عاشت دانى وحيده و تعيسه 

و فى يوم من الأيام انهمرت امطار من الذهب اللامع عبر النافذه ، و من الأمطار تمثل لها رجل يحمل فى يده صاعقه من البرق .

عرفت دانى أنه ليس رجل عادى بل أله ، و لكنها لم تعرف أى أله هو . 

قال لها الرجل : " نعم أنا أله ، و أتمنى أن اتخذك زوجه لى ، و بأمكاني أن أجعل من سجنك المظلم أرض رائعه مشمسه و جنه من الزهور و الأشجار " .

و فى لحظه تحقق وعد الأله و تحول السجن المظلم الكئيب الى مروج رائعة الجمال تكاد تفوق مروج الجنه روعه و جمالا" و حسنا" .

و عاشت دانى مع زوجها أياما" من السعاده حتى لمح والدها اكرسيوس ضوء خارج النافذه الصغيره ، على الفور أمر الملك رجاله بهدم أحد حوائط البرج .

و كانت المفاجأه عندما دخل الى البرج و وجد ابنته دانى تحمل طفلا" و قالت له و هى مبتسمه لقد اسميته برسيوس .

انفجر اكرسيوس من الغضب و الخوف على نفسه من ذلك الولد ، و أمر بحبس دانى و ابنها برسيوس فى صندوق كبير و ألقى بهما فى البحر ، و لكن الصندوق وصل بسلام الى جزيرة سيرفيوس و التى يحكمها الملك ( بوليدكتاس ) .



كان للملك أخ يعمل صياد يدعى ( ديكتيس ) و هو الذى علق الصندوق بشباكه و قام بسحبه الى الشاطئ .



عاشت دانى و برسيوس فى رعاية ديكتيس الصياد حتى كبر برسيوس و أصبح شابا" قويا" .

سمع الملك بوليدكتاس بأمر دانى رائعة الجمال التى تعيش تحت رعاية أخيه الصياد و أراد أن يجعلها زوجه له ، و لكنها رفضته .

كيف ترفض امرأه فقيره الملك ؟ هو لا يقبل الرفض و يستطيع أن يتزوجها بالقوه ، و لكن هناك مشكله صغيره 

هناك شاب قوي يشبه أبطال الأساطير يحمى هذه المرأه الفقيره ، أنه ابنها برسيوس .

فقرر الملك بوليدكتاس أن يلجأ الى المكر و الخداع للتخلص من برسيوس بدون أن يواجهه مواجهه مباشره يعلم الملك جيدا" أنها لن تكون لصالحه .

كان برسيوس قوى و شجاع و ذو كبرياء ، لكنه فقير و هذا هو المدخل لخداع الشاب 

تظاهر الملك بالزواج من ابنة أحد اصدقائه و كان على الجميع بما فيهم برسيوس احضار هدايا الزواج للملك .

تظاهر بوليدكتاس بالغضب عندما حضر برسيوس خالى اليدين ، صرخ الملك فى وجه برسيوس : ماذا؟ لا هديه لزواجى !! 

رد برسيوس : أنا لا أملك أى أموال . فقال الملك : " هذا ما يحدث لشخص كسول لا نفع له مثلك " ... 

اثارت هذه الكلمات غضب برسيوس و اعماه الكبرياء و قال للملك : "أنا أستطيع احضار أى هديه تختارها فى العالم ، أى شئ فقط تمنى "

رد الملك فى خبث : " احضر لى رأس ميدوسا " ، " 

حسنا" لك هذا " رد الشاب برسيوس .

و ذهب برسيوس فى رحلته الشاقه ، أيام و أيام مرت و برسيوس يبحث عن عرين الجرجونات الثلاثه ، و فى ليله من الليالى و هو فى بلد لا يعرف اسمها اكتشف مدى يأسه و مدى استحالة ما يفعله . 

فالجرجونات الثلاثه من أبشع و أخطر المخلوقات ، بدلا" من الشعر هناك أفاعى سوداء تتلوى فوق روؤسهن ، و لهم أيادي من النحاس بامكانها أن تسحق بشرى مسكين مثل برسيوس ، و لكن هذا ليس الأسوأ ، ففوق هذا كله نظره واحده الى جرجونه تحيل الناظر الى حجر فى الحال .

انتزع برسيوس من بحر أفكاره اليائسه دخول امرأه طويله و رجل يرتدى حذاء مجنح ، قال الرجل : " أنا هرميز رسول الآلهه و هذه هى آثينا ، نحن أخوتك " .

اندهش برسيوس و لكن هرميز واصل كلامه موضحا" " نعم ، أنت ابن زيوس ، و نحن هنا لمساعدتك ، و سنعطيك بعض الأشياء التى ستعينك على قتل ميدوسا ، هذا حذائى المجنح و منجل كرونس الذى تغلب به على اباه أورانوس و الذى استخدمه زيوس ايضا" ضد تيفيوس التنين ذو المائة رأس " .

و قالت آثينا : " و هذا الدرع اللامع سيعكس لك صورة ميدوسا فتراها دون أن تتحول الى حجر " .

قال هرميز : " يجب أن تجد الجريا و تجعلهم يدلونك على الطريق الى حوريات الشمال ، هن من سيعطونك خوذة الظلام و الكيس السحري الذي ستحمل فيه رأس ميدوسا و يرشدونك الى عرين الجرجونات " .

سمع برسيوس بنصيحة هرميز و ذهب الى كهف الجريا 



الجريا كانوا مجموعه من ثلاث نساء غريبات الأطوار ، لا يبصرن الا بواسطة عين واجده يتبادلون حملها بعد صراعات متكرره فيما بينهم .

أخذ برسيوس يراقبهم فتره من خلف أحد الأشجار و انتهز لحظه أن أقتلعت أحدهم العين لتعطيها للآخرى ، فقفز من المخبأ و خطف العين منهم و قال لهم " أنى أمتلك الأن عينكم و اذا لم تخبرونى كيف اجد حوريات الشمال لن اعيدها لكم أبدا" " .

لم تجد الجريا حل الا أرشاده الى طريق الحوريات ، فألقى لهم برسيوس العين مره آخرى و طار مبتعدا" بحذائه المجنح .

حوريات الشمال الطيبه أعطت برسيوس خوذة الظلام التى تمنح من يرتديها القدره على الأختفاء كما أعطته كيس سحرى ، و أخبروه كيف يصل الى عرين الجرجونات الثلاث . 



استمر برسيوس فى التقدم و السفر نحو الشمال حتى وصل الى جزيره محاطه بصخور و تماثيل لما كانوا بشر قديما" .

تسلل برسيوس حتى وصل الى العرين و باستخدام درع آثينا نظر الى الداخل و وجد ميدوسا و أخواتها نائمين ، وضع برسيوس خوذة الظلام و اختفى فى الحال . 

هوى برسيوس بالمنجل على عنق ميدوسا و شعر به و هو يقطع خلال اللحم و العظم .



ثم وضع رأس ميدوسا داخل الكيس السحرى و هو لايزال ينظر خلال الدرع .

فى تلك اللحظه افاقت أختا ميدوسا و وجدوا أختهم مذبوحه و بلا رأس . 

هاجمت الأختان برسيوس الا أنه هرب بعيدا" بواسطة الحذاء المجنح و لم يصب بأذى 

خلال عودته الى سيرفيوس خاض برسيوس عدة مغامرات 



رآى برسيوس خلال رحلة العوده العملاق اطلس و هو يحمل قبة السماء ، أشفق برسيوس عليه و خلصه من عذابه الأبدى بأن حوله الى حجر بواسطة رأس ميدوسا حتى لا يشعر بحمله الثقيل الذى يحمله على كتفه للأبد .

استمر برسيوس فى رحلة العوده الى دياره ، حتى رآى على شاطئ البحر ما يشبه التمثال مقيد بسلاسل من المعدن .

هبط برسيوس ليتحقق من الأمر فأكتشف أنه ليس تمثال ، بل امرأه ، سألها برسيوس عن سبب تقيدها بالسلاسل الى هذه الصخره . 

قالت : " أن اسمى هو ( اندروميدا ) و أنا أعاقب بسبب خطأ أمى التى تفاخرة بجمالى و سحرى الى حد القول بأنى أجمل من حوريات البحر مما أغضب بوسيدون الذى حكم على بأن أكون قربان لوحش البحر ( الكراكن ) " 



و اثناء حديثهما برز وحش عملاق من تحت الماء ، عندها أخرج برسيوس رأس ميدوسا من الكيس و حول الوحش الى صخر و هوى محطما" الى قاع البحر .



قطع برسيوس قيود اندروميدا و أخذها الى والدها ملك فينقيا ( كيفيوس ) 

طلب برسيوس يد اندروميدا للزواج فرحب الملك كيفيوس بطلبه ، و طار برسيوس حاملا" اندروميدا عائدا" الى وطنه سيرفيوس .

توقف برسيوس مره أخرى فى بلد تدعى لاريا و شارك فيها فى بعض الألعاب ، و لكنه خلال رميه للقرص اصاب رجلا" عجوزا" فقتله ، كان ذلك العجوز هو اكريسوس ( جده ) و هكذا تحققت نبوءة العرافه .

وصل برسيوس الى سيرفيوس و بصحبته زوجته اندروميدا . 

أول من قابل برسيوس كان الصياد ديكتيس الذى اخرجه من الماء صغيرا" 

حكى لهم ديكتيس عن خدعة الملك بوليدكتاس و زواجه المزيف ، و كيف أنه جعل دانى والدة برسيوس خادمه له بعد رفضها الزواج منه .

أشتعلت نيران الغضب فى قلب برسيوس و ترك اندروميدا فى رعاية الصياد و ذهب كالعاصفه الى قصر الملك .

دخل الى ساحة القصر و صاح : " كل من هو صديقي فليغمض عيناه " و أخرج رأس ميدوسا من الكيس محولا" الملك بوليدكتاس و بلاطه الى تماثيل من الصخر .



عاش برسيوس و أندروميدا فى سعاده و انجب العديد من الأولاد الذين اصبحوا ملوك و أبطال عظام ، و لكن أعظمهم كان هيراكليز أقوى رجل فى العالم .

بعد ذلك قتل برسيوس بواسطة ديوميديس و صعد هو و اندروميدا الى السماء وحولهم زيوس الى نجوم تكريما و تخليد لبطولات برسيوس . 


هناك تعليقان (2):

  1. قصة رائعة لكن لاحظت بعض الاخطاء فالوحش المذكور الذي أراد التهام اندروميدا هو قيطس و ليس كراكن

    ردحذف
  2. هيراكليز ابن برسيوس؟!!

    ردحذف