بحث هذه المدونة الإلكترونية

25‏/09‏/2010

أسطورة أورفيوس و اوريديوس







هو موسيقيٌّ في الأساطير الإغريقية والرومانية، كانت موسيقى صوته وقيثارته من العذوبة بحيث كانت تتبعه الحيوانات والأشجار والأحجار، وتتوقف الأنهار عن الجريان كي تستمع إليه



أمه كانت إلهة الغناء كاليوبِه و والده ملك تراقية أويغروس أو الإله أپوللو(كما تقول الأسطورة)

وقد أهداه أبوللو قيثارة فكان يعزف عليها ويغني ألحانا شجية ساحرة

في شبابه التحق بالسفينة أرغوس التي حملت أبطال تراقية في رحلة أسطورية (البحث عن الفروة الذهبية) وقد أنقذتهم موسيقى أورفيوس من مآزق كثيرة. 

بعد عودة السفينة من رحلتها تزوج أورفيوس حورية الغابة اوريديوس التي هام بها

وكانت اوريديوس رقيقة للغاية تحب جمع الازهار والجري بين التلال وكانت تحب اورفيوس كثيرا

وذات يوم و اوريديوس في الحقل تجمع الزهور كعادتها اذ جاءها ثعبان ارسله أريستايوس (الإلهَ الراعيَ للماشيةِ والأشجار المثمرةِ والصيد والفِلاحةِ وتربيةِ النحل وهو إبن إحدى الحوريات ويقال بأنه إبن أبوللو ايضا مما يعني انه الأخ غير الشقيق لأورفيوس) الذي كان يتربص بها وبزوجها ليكدر عليهما سعادتهما

ودس الثعبان سمه في يوريدس

طار عقل اورفيوس واشتد ألمه حين علم بمقتل زوجته ومحبوبته اوريديوس ، فهو يحب اوريدوس حبا جما ولا يكاد يطيق فراقها يوما واحد

وغاد يعزف الحان الحزن الشجية فيبكي اهل القرية والحيوانات والطيور تغرد مشاركة اياه حزنه العميق 

ولم يتحمل اورفيوس الفراق وقرر أن يلحق بها الى العالم السفلي 

كانت أولى العقبات التي واجهته إقناع شارون المكلف بنقل الموتى عبر نهر ستكس لينقله عالم الموتى فأخذ أورفيوس يعزف ويغني حتى تأثر شارون وقام بنقله بقاربه ...

وبعد ذلك واجه أورفيوس حارس البوابــة "سربيوس" وهو كلب ضخم بثلاثة رؤوس وأنياب ترعب الناظرين ..وكاد أورفيوس أن يستسلم أمام ذلك الوحش المرعب لولا أن تذكر قيثارته في اللحظة الأخيرة فأخذ يعزف بها الى أن هدأت ثورة "سربيوس"

وسار أورفيوس بين الأشباح الى أن وصل الى هادز ملك العالم السفلي وزوجته برسيفوني اللذان دهشا من وجود شخص حي في مملكة الأموات

فقال له هادز في تكبر وعلياء : ما الذي اتى بك يا اورفيوس الا تعلم ان هذه الارض لم يطاها حي من قبل 



قال اورفيوس في حزن : استمع الى مصيبتي ، استمع الى سبب مجيئي الى هنا 

وعزف اورفيوس على قيثارته لحنا عذبا حزينا اشبه بلحن الموت كانت الموسيقى تعبيرا عن معاناته وسبب مجيئه ، حتى الأشباح ذرفت الدموع حزنا عليه

فطرب لها هادز طربا شديدا و قال : اورفيوس لقد قررت ان اساعدك واجمع بينك وبين حبيبة قلبك اوريديوس ولكن على شرط أن لا ينظر اليها أو يحدثها حتى يصلا الى عالم الأحياء

لم يفكر اورفيوس في شيء سوى زوجته اوريديوس ووافق في الحال 

وظهرت اوريديوس وتهلل وجه اورفيوس حين رآها وبدأ رحلته معها عائدا الى البيت

كان اورفيوس يمشي في التلال والجبال والغابات وهو يمني نفسه برؤية زوجته قريبا وسماع صوتها وعودته اليها من جديد 



وكان قلبه يكاد يتقطع خوفا من ان تكون زوجته لا تستطيع ان تلحقه او انها ضلت الطريق او ان قدمها تؤلمها فتتوقف من الألم 

وتوقف اورفيوس ليحاول ان يسمع خطاها ولكنه لم يسمع شيئا 

حاول اورفيوس ان يقنع نفسه ان زوجته تسير خلفه

ولكن لا فائدة ازداد خوفه عليها وازداد قلقه حين كان لا يسمع صوت خطاها ..

كان اورفيوس لا يعلم أن هادز قد أرسل هرميز ليتبعهم في الخفاء ليتأكد من أن أورفيوس لن يخل بالشرط وفيما لو فعل فعلى هرميز أن يعيد يوريدس الى العالم السفلي

لم يطق اورفيوس صبراً وأخذته اللهفة لرؤية محبوبته والاطمئنان إلى انها تتبع خطاه عن كثب وما إن تجاوز مدخل العالم السفلي ووصل الى عالم الأحياء حتى استدار ليرمقها بنظرة 



كانت اوريديوس تتبعه ولكنها لم تكن قد عبرت الى عالم الأحياء وعندما إلتفت اليها تسنى له رؤية وجهها للمرة الأخيرة وللحظة قبل أن تعاد يوريدس إلى عالم الموتى 

ضاعت اوريديوس وهي تصرخ لتحاول ملامسة يد اورفيوس وبدأت تتلاشى رويدا رويدا حتى اختفى صوتها



حاول أورفيوس أن يتبعها وتوسل الى شارون أن يسمح له بعبور نهر ستكس مجددا ليلحق بزوجته ولكن رفض شارون العجوز هذه المرة كان قاطعا 

جلس أورفيوس سبعة أيام بجانب النهر دون طعام أو نوم كان يائسا ومنهارا ومهزوما فقد فقد زوجته للمرة الثانية و أخذ يغني شاكيا للأشجار والصخور حزنه ولوعته .

ثم ذهب الى مرتفع على قمة أريبوس وقيل بأنه أخذ يخدم في معبد أبوللو و قرر أورفيوس إعتزال النساء فهو لن يتزوج أبدا ولن يقرب أي إمرأة طوال حياته حتى يلحق بزوجته يوريدس وقرر أن يغدق حنانه على الصبيان الصغار ...

رغم أن الكثيرات وقعن في حب أورفيوس إلا أنه قام بصدهن مما جعل الكثيرات يغتظن منه ومن لا مبالاته بالنساء.

في أحد الأيام وبينما كان يعزف شاهدته نساء تابعات لديونيسوس (باخوس) ويطلق عليهن أحيانا إسم الباخيات نسبة اليه ...

قالت إحداهن : لاوقت لدينا أيها الرجل الحلو..
وقالت الثانية وهي تنظر الى اورفيوس : رجل جميل ؟
فيما قالت واحدة أخرى : خذ أجسادنا و أصواتنا ..لاقوة لسحرك علينا..
فيما قالت الرابعة : رجل غير طبيعي !!!

وأخيرا صرخن جميعا بصوت واحد : والآن إذن خذ غضب اللواتي إحتقرتهن ...

وهجمن عليه يضربنه بأغصان الشجر والأحجار ولكن الأغصان والأحجار أبت أن تؤذيه بعد أن سحرت بعذوبة موسيقاه 



فازداد غضب الباخيات فانقضوا عليه ومزقوه بأيديهن قطعة قطعة ... ثم ألقوا برأسه وقيثارته في النهر 

مات أورفيوس الرجل الأكثر وفاء ونبلا ضحية لوحشية أولئك النسوة وطفا رأسه وقيثارته على سطح الماء وفيما النهر يجرفهما عزفت القيثارة أنغامها الشجية وأخذ لسان أورفيوس الميت يغني أعذب الأغاني 

وتعلن جميع المخلوقات التي لطالما طربت بسماع صوته وعزفه حدادها عليه فتبكيه الحيوانات والطيور والأزهار وتفيض الأنهار دموعا وتذرف الأشجار أوراقها حزنا لفقده..


وصلت قطع جسد أورفيوس و رأسه وقيثارته الى شاطئ جزيرة وعثرت عليها إحدى ربات الإلهام وجمعت أطرافه ودفنتها قرب جبل الأوليمب ... 



وهناك كانت توجد أفعى أرادت أن تاكل رأس أورفيوس فما كان من والده أبوللو المفجوع على إبنه إلا أن حول الأفعى الى صخرة ثم حمل رأس اورفيوس ووضعها في كهف مقدس



و توسل ابوللو الى زيوس أن يحول قيثارة أورفيوس الى برج في السماء فلبى زيوس مطلبه وأصبحت قيثارة أورفيوس نجما لامعا في السماء..

أما روح أورفيوس فقد إنتقلت الى العالم السفلي حيث الأموات وفي طريقه الى هناك تذكر رحلته السابقه عندما كان حيا وجاء لأجل زوجته

وحين إستقر به المقام أخيرا هناك شرع يبحث عن زوجته بين الأموات حتى عثر عليها فأسرع يضمها إليه سعيدا بإجتماعهما معاً يسيران سوية في منازل المنعمين... 

أحيانا يسيران جنبا الى جنب وأحيانا أخرى تسير خلفه أو يسير خلفها لكنه الآن يستطيع الإلتفات اليها وملء عينيه بجمال وجهها دون أن يخشى فقدانها مجددا فلا يمكن أن يفرقهما شيء الآن والى الأبد.

بعد جريمتهن النكراء أرادت الباخيات الإغتسال في النهر لإزالة أثار دم أورفيوس منهن ولكن إله النهر الغاضب بسبب موت أورفيوس لم يسمح لهن و أنزل النهر تحت الأرض ...وسخط جميع الهة الأوليمب وجميع المخلوقات لموت أورفيوس

قرر ديونيسوس (باخوس ) معاقبة الباخيات بنفسه قبل أن يطالهن إنتقام الأخرين فحولهن الى أشجار البلوط

أسطورة نركسيوس و إيكو





تعد أسطورة ( نركسيوس ) و ( إيكو ) من أشهر أساطير العذاب وأكثرها رومانسية ..

تبدأ الأسطورة بـ ( كفسيوس ) إله الأنهار ، الذي أراد أن يكون له نسل من البشر ، فخرج من مملكته النهرية ، وهام على الأرض ، إلى أن وجد حسناء تزوجها ، وأنجب منها ( نركسيوس ) ، وأعطاه جمال ( أفروديتي ) ، فعشقه الجميع من رجالٍ و إناث ، وكثر أصدقائه وأخذوا يتهافتون على الجلوس معه ، فأصابه الكبر والخيلاء وأصبح يتعالى على من هم حوله .

كانت ( إيكو ) فتاة يانعة ، رائعة الجمال ممشوقة القوام ، كانت تملك جمال الطبيعة ، وكان صوتها آية في الإبداع ، من يسمعه لا يمل منه أبداً ، وكثيراً ما كان الناس يأتون إليها خصيصاً كي يسمعوا صوتها 

وذات مرة رآها زيوس فنزل إلى الأرض مسرعاً ، واخذ يغازلها ، وكادت ( إيكو ) أن تطاوعه .. ولكن انشقت السماء وإذا بـ هيرا تهبط كي ترى إلى أين ذهب زوجها ، أسرع زيوس بالاختباء خوفاً من غضب زوجته .



ونزلت هيرا وتلفتت حولها لتجد ( إيكو ) ، فأسرعت إليها وسألتها عن زيوس ، فنفت ( إيكو ) وجود ( زيوس ) خوفاً من إفتضاح الأمر ، لأنها كانت تعلم أن هيرا لن تغفر لها إذا ما علمت حقيقة الأمر .. وصدقتها هيرا وعادت إلى السماء 

 ولكن إحدى جاسوساتها أخبرتها بالحقيقة فاشتعل غضبها ، وقررت معاقبة ( إيكو ) عقاباً شديداً ، فمنعت عنها حلاوة صوتها ، ومنعتها من الكلام نهائيا ، فقط تردد آخر ما تسمعه من كلام الناس 

أرادت ( إيكو ) أن تنتحر حتى تنهي من هذا العذاب ، ولكنها كانت تحب ( نركسيوس ) حباً شديداً ، فكيف تنتحر وتذهب إلى  هيدس  حيث العذاب الدائم

وأخذت تتبع ( نركسيوس ) وهى لا تستطيع أن تخبره بحبها ، فتظل تتبعه من بعيد وهو لا يشعر بها مطلقاً 

وفى إحدى الأيام كان ( نركسيوس ) مع أصدقائه في إحدى رحلات الصيد ، ولمح غزالاً فأخذ يتبعه إلى أن ضل الطريق ، ولكنه لم يضل عن عينا ( إيكو ) .. وعندما شعر بأنه ضائع ، وبدأ الجوع والعطش يظهران عليه 

 جلس على صخرة وصرخ مستغيثاً " يا رفاق الدرب .. أين أنتم ؟؟ .. أصابني الظمأ" .

وجدت ( إيكو ) نفسها تقول دون وعى منها " الدرب الدرب .. أنتم أنتم .. الظمأ الظمأ " 


 فشعر ( نركسيوس ) بألفة وذهبت الوحشة عنه قليلاً ، فوقف ونادى قائلاً " أنا ( نركسيوس)
 

فترد (ايكو ) : " ( نركسيوس ) "

فيظن ( نركسيوس ) أن أصحابه يبحثون عنه فيصيح " يا صاحبي .. أين أنت ؟ " 

فيسمع " أين أنت ؟ "

" أنا هنا بجوار الغدير ."

- " بجوار الغدير "

- “هل تسمعني ؟ "

- " تسمعني "

- " احضر إلي فوراً"

- " فوراً "

- " أنا أحتاج إليك "

- " إليك " .

وهكذا أخذ ( نركسيوس ) يصيح و ( إيكو ) تجيبه 

قررت أن تذهب إليه علها تؤنس وحدته ، وفعلاً ذهبت إليه وعندما شاهدها ، قال لها : 
 " أبتعدى .. من أنت ؟ "

" من أنت ؟ "

 " أنا تائه .. أتوسل إليك "

 " أتوسل إليك "

وفجأة عاوده كبريائه وغروره فقال لها : 
 " لا تقتربي منى "

 " منى "

 " لا أريدك "
 
 " أريدك "

"أموت قبل أن أكون بين يديك "

 " بين يديك "

 " لا تهفو إليك روحي "

 " إليك روحي "

وظلت تقترب منه فاتحة ذراعيها ، تريد احتضانه وأغمضت عينيها ، ولكنه قفز مبتعداً تاركاً إياها تسقط لتحتضن الصخور

أصاب ( إيكو ) جرح عميق في قلبها ، وذهب ( نركسيوس ) و استطاع العودة إلى منزله ، في حين ظلت هي تذبل وينطفئ نور وجهها ، وتموت ضحكتها .. إلى أن شاهدتها أفروديتي ربة الحب والجمال ، فنزلت إليها تمد إليها يد الحب 

 فنظرت إليها ( إيكو ) وهى لا تستطع الكلام لتشكو حزنها ، وانسابت من عينها دمعة دافئة تشيع روحها ، وماتت من فورها وتحول جسدها إلى رماد 

قامت ( أفروديتي ) فجمعت هذا الرماد ، وصعدت إلى أعلى الجبال ، ونثرت هذا الرماد في جميع أنحاء الأرض ، لتصبح ( إيكو ) الصدى الذي يردد الكلام ، ولا زالت كلمة " إيكو " تعنى الصدى في اليونانية واللاتينية 

أما ( أفروديتي ) فقرت الانتقام من ( نركسيوس ) ، ذلك الفتى الذي يستهين بالحب الصادق ، فاخفت زمزميته أثناء سيره بجوار النهر ، وحين شعر بالعطش مال إلى النهر الجاري بجواره ليشرب منه ، فتنبه إلى إنعكاس صورته في الماء ، ولم يعلم أنها صورته هو ، بل اعتقد أن هذا الوجه هو وجه إحدى بنات الحور ، وذلك لجماله الشديد .. فهام عشقاً بهذا الوجه (و اليه تنسب النرجسية أو حب الذات) 

وحاول كثيراً أن يقبل تلك الحورية ، ولكن ما إن تلامس شفتيه الماء حتى يهتز وتختفي الصورة ، فيظن ( نركسيوس ) أن الحورية غاضبة أو غير راضية عنه ، فيظل يناجيها ويعود لمحاولة تقبيلها فيهتز الماء



وهكذا مراراً و تكراراً ، حتى تحطم كبريائه وأخذ يتضرع إليها أن تجيبه ، ولكن دون جدوى ، حتى ظن أن الحورية تمارس نوعا من الدلال ، وأنها ترفضه ، فضرب بخنجره قلبه ، وقبل أن يموت مباشرة يهتف مخاطبا الحورية " وداعا يا من أحببت " فيجيبه رماد ( إيكو ) الذي يهيم في الهواء مرددا أخر ما يسمعه " وداعا يا من أحببت " ، ويموت !

وما إن يقع ميتاً ، حتى تخرج من الماء حورية حقيقية ، وتحرق جسده ، ومن رماد جسده تنبت زهرة جميلة يطلق عليها اسم 
( نرجس)

عندما مات الشاب جاءت حوريات الغابات إلي ضفاف تلك البحيرة العذبة المياه فوجدتها قد تحولت إلي مستودع لدموع مالحة..

فسألت الحوريات هذه البحيرة : لِمَِ تبكين؟

فردت البحيرة : أبكي على 
نركسيوس 

عندئذ قالت الحوريات للبحيرة : لا غرابة فنحن أيضاً كنا نتملى من جمال هذا الشاب في الغابة.. فأنت لم تكوني الوحيدة التي تتمتع بجماله عن قرب.

فسألتهن البحيرة : هل كان 
نركسيوس 
جميلاً ؟

فردت الحوريات في دهشة : من المفترض أنكِ تعرفين جمال 
نركسيوس 
أكثر منا، فقد كان ينظر إليكِ ليتمتع هو بجماله يومياً

فسكتت البحيرة لفترة ثم قالت : إني أبكي على 
نركسيوس 
، غير أني لم أنتبه قط إلي أنه كان جميلاً. أنا أبكي على 
نركسيوس 
لأنه في كل مرة تقولون أنتم أنه كان ينحني فوق ضفتي ليتمتع هو بجماله، كنت أرى أنا في عينيه طيف جمالي


أسطورة هاديس و بريسفوني





هاديس هو إله العالم السفلي التي تذهب إليه الأرواح البشرية بعد الموت ، إله الموت كما تزعم الأساطير الإغريقية ، وكان يحكم مملكة الأموات 

هاديس هو أبن لكرونوس و ريا ، والأخ الأكبر لزيوس ، ملك الآلهة

سمي مانح الثروة كنايه عما تحمله باطن الارض من كنوز ، و التى هي جزء من مملكته ، وأشتهر هاديس بخوذته التي تخفيه عن الأنظار ، ومعني (هاديس) الخفي و قد سمي بهذا الأسم نسبه إلي خوذته .

ومملكة هاديس (مملكة الأموات) منطقة محايدة مخصصة لأرواح الأشخاص الذين لا تنتظرهم عقوبة ، أو ثواب عند موتهم ، وكان الإغريق يعتقدون أنه رغم غياب العذاب عن هذه المملكة إلا أنها مكان ممل 

وتذهب أرواح الأشخاص الذين عاشوا حياة فاضلة ، لتعيش حياة سعيدة في الجنة الأسطورية ، أما الأرواح ذوي الأخطاء الفاحشة ، فتذهب إلى تارتاروس ، وهو مكان بعيد تحت الأرض (العالم السفلي) ، وهناك تعذب هذه الأرواح عذاباً أبدياً .

وكان الإغريق يعتقدون أن مملكة هاديس تقع تحت الأرض ، وأن فيها خمسة أنهار : (أكيرون ، وكوكيتوس ، وليثي ، وفليجيثون ، وستيكس) . وكل من هذه الأنهار يشكل جزءاً من حدود المملكة مع أراضي الأحياء .

وكان ستيكس أشهر أنهار مملكة هاديس ، فلعبور هذا النهر، كان على الروح أن تَعبُر على مركب شارون الذي كان يطلب أجراً على عمله 

ولهذا كان الإغريق يضعون قطعاً نقدية في أفواه أمواتهم قبل دفنهم 

ويقع منزل هاديس على شاطئ ستيكس ، ويحرس هذا البيت كلب بشع ، ذو رؤوس ثلاثة ، أسمه سيربيروس ، وبعد عبور النهر، يخبر كل روح عن مكانها الأبدي ثلاثة حكام : (أيكوس، ومينوس، ورادامنث) ، وتعذب أرواح مرتكبي الجرائم الفادحة ثلاثة آلهة تسمى (فيوريز أو الأيرينيات).

وأشهر أساطيرة هي أسطورة خطفة لبرسيفوني ، أبنة ديمتر 


عندما رأى هاديس ملك العالم السفلي برسيفوني أعجب بها ، وأستدرجها بوردة عجيبة وأختطفها ، وساعده هرمس ، إلى العالم السفلي .



وهنا طار صواب ديمتر ، فقد طلبت أبنتها فما وجدتها ، طافت أرجاء المعمورة وهي تسأل عن أبنتها فلم يجبها أحد كانوا جميعاً يعرفون قصة خطف برسيفوني ، ولكن من يجرؤ على البوح بهذا السر ، فمن يهرب من ملك الموت ؟! 

حتى سكان الأولمب لم يجرؤوا على الجهر بما يعرفون .

تركت ديمتر عملها وراحت تبحث عن أبنتها ، وما عادت الحقول تنبت زرعاً ، فعمت المجاعة كل بني البشر وتضرعوا إلى سكان الأولمب الذين لم يعرفوا بادئ الأمر ماذا يفعلون ، فالبشرية مهددة بالمجاعة فالأنقراض 

هنا يأتي دور مربيتها "بابو" التي كانت مشهورة بالرزانة والحكمة والأحتشام .

فالناس جياع ، وإن أستمرت ديمتر في الإضراب عن العمل فإن البشرية سوف تنقرض ، لابد أن تبتسم ديمتر وترضى حتى تعود الأرض إلى الإخصاب وتقديم الخيرات للبشرية ، فلابد من إدخال المسرة على قلبها 

روت "بابو" لها الأخبار وقصص الأبطال وتاريخ الأقوام ، فما تزحزحت عن موقفها ، غنت لها كل الأغاني المفرحة والسعيدة ، فما أزدادت إلا حزنا .


الناس تتضور جوعاً والأرض تشكو من الملح ، وديمتر لا تغير موقفها ، لقد أضربت عن العمل 


أخيراً راحت بابو ترقص وتغني لها ، وتروى لها النكات تلو النكات ، فإذا ديمتر تبتسم ثم تضحك ، وعندئذ أخبرتها الشمس بقصة أبنتها ، فأشتكت إلى سكان الأولمب 


فحكموا على ملك الموت بإعادة برسيفوني ، و لكن هاديس كان تزوجها و جعلها ملكة على عالم الموتى


وأعلن هاديس أنه يمتثل لطلب كبير الآلهة بإعادة برسيفوني إلى أمّها ، ولكنـّه قبل أن يتركها أطعمها حبّة من رمّان تجعلها تعود إليه حتماً. 


أخذ هرميس برسيفوني وذهب بها إلى ديميتر التي فرحت بها كثيراً ، ولكن كان لا بد أن تعود برسيفوني إلى مملكتها لأنها أكلت من طعام هاديس



واتـّفق الجميع على أن تقضى برسيفوني نصف عام عند هاديس ، ثم تعود مع الربيع لتقضيه عند ديمتر ، وبعودة برسيفوني عادت ديمتر إلى عملها وأخرجت الأرض زرعها ، وعم الفرح بين البشر فأقاموا لها المعابد وقدسوا أسرارها .