كان هناك مدينه فى قلب أرجوس ، أرض يرعى فيها الخيول ، مدينة ( افيرا ) حيث عاش سيسيفوس (سيزيف) ابن أيولس امكر بنى البشر الذى نجح فى خداع آاله الموت و عاد من مملكة الموتى الى أرض الأحياء .
كان لسيسيفوس ابن يدعى جلاكتوس ملك كورنثه
تزوج الملك جلاكتوس من ( ايرنيوم ) و انجبا ولدا" انعمت عليه الآلهه بجمال و سحر اخاذ ، كان هذا الولد بيلروفون
بعض الروايات تقول انه ابن أله البحر بوسيدون الذى أعجب بأمه ايرنيوم ، و أن جلاكتوس رباه ظنا" منه أنه ابنه
كبر بيلروفون و اصبح شابا" قوى شجاع .
لكنه فى أحد الأيام قام بقتل أخاه عن طريق الخطأ ، فتم نفيه من المملكه عقابا" له على ما فعله .
وصل بيلروفون الى ( تيرين ) و دخل على ملكها ( بروتس ) متوسلا" أن يطهره من اثمه و فعلته التى نفى بسببها .
أعحب بروتس ببيلروفون و طهره من اثامه و أكرم وفادته
أثناء أقامة بيلروفون بقصر الملك ، كانت الملكه أنتيا تلاحقه بنظراتها و تعجب بوسامته التى لم ترى مثلها من قبل و جسده القوى الشاب .
ازداد شغف الملكه به مع الأيام حتى فاض قلبها بما يخفيه و صارحت بيلروفون برغبتها فيه و حبها الشديد له
لكن الفتى النبيل أمير كورنثه رفض خيانة بروتس و سلبه شرفه بعد أن طهره و أكرمه و صد الملكه المتيمه به .
جرح رفض بيلروفون مشاعر الملكه و سلبها كرامتها ، كيف يرفض عابر سبيل ملكة رائعة الجمال مثلها بعد أن ركعت تحت قدميه ، لابد من عقابه و قتله .
عاد الملك بروتس و وجد زوجته تنتحب دامعة العينان ، قالت له : " اقتل بيلروفون او مت أنت ، هذا هو عقاب ما فعله معى رغما" عن ارادتى " .
أشتعل الملك بنيران الغضب و هم بقتل بيلروفون ، الا أنه خاف غضب الآلهه فبيلروفون ضيفه منذ أيام و قد أعطاه وعدا" بالأمان .
فكر الملك " لو قتلت بيلروفون ستطاردنى الايرينات (إلهات الغضب الرهيبة التي لا تترك ظلماً إلا انتقمت له) طوال حياتى عقابا" لى على حنثى بعهدى معه و قتلى لضيفى ، بالأضافه لذلك سيتكلم الجميع عن ما فعله مع زوجتى " .
فكر مليا" حتى وصل الى الحل ، الخداع و المكيده هما سبيل الخلاص من هذا المأزق .
أستدعى بروتس بيلروفون و طلب منه معروفا" صغيرا" مقابل ما فعله معه سابقا" .
مهمه صغيره و هى توصيل رساله الى جاره و حليفه ( لوباتس ) ملك ليسيا .
قبل بيلروفون المهمه فورا" و أسرع حاملا" رسالة الملك الى ليسيا .
كان بليروفون المسكين لا يعلم أنه يحمل موته و هلاكه بين يديه و أن كل خطوه كانت تقربه من الموت .
كانت رسالة بروتس مختومه حتى لا يرى محتواها الا لوباتس والد أنتيا زوجة بروتس ، كان محتوى الرساله يقول : " أرجوك ، أقتل حامل هذه الرساله و أمحه من الوجود ، لقد حاول أغواء زوجتى ... أبنتك " .
عندما وصل بيلروفون الى نهر زانسيس فى ليسيا ، استقبله الملك لوباتس بترحاب و حفاوه ، أقام الولائم و الأحتفالات لمدة تسعة أيام و ذبح لتكريمه تسعة أضاحى .
و فى اليوم العاشر طلب لوباتس مقابلة بيلروفون و سأله عن رسالة زوج ابنته بروتس .
قرأ الملك رسالة بروتس المسمومه و أمتلأ قلبه بالغضب من بيلروفون الذي أكرمه بدون أن يعلم انه اعتدى على ابنته
لكنه قرأ الرسالة متأخراً و كما كان بروتس من قبله ، أصبح لوباتس مقيد بأغلال عهد الأمان و الضيافه
اصبح عليه الأختيار بين الثأر من بليروفون أو أغضاب الأيرينات .
الملك لوباتس كان غاضب لكنه كان حكيم و يجيد الحكم على الرجال.
لقد عاشر بيلروفون أيام و لم يخف عليه أن يدرك مدى شجاعة و نبل بيلروفون الشاب ، و قرر أستخدام ما عرفه عنه ضده.
فكر لوباتس : " ان كنت لا أقدر على قتله فهناك مخاطر و أهوال كفيلة بقتل من هم أقوى و أشجع من بيلروفون "
استدعى لوباتس بيلروفون و قال له : " ضيفى الكريم ، منذ أن رأيتك توسمت فيك شجاعه و أقدام ... الكايميرا وحش يروع مملكتى و لا أحد من فرسانى يقدر عليه . فهل لك أن تقتله أكراما" لى " .
قبل بيلروفون النبيل على الفور مهمته و كيف يرفض طلب لمن أكرمه أياما" و أيام .
كان الكايميرا وحش مخيف لا يهزم و لا يقتل ، له ثلاث رؤوس ، رأس أسد و رأس ماعز و رأس أفعى
و جسده أيضا كان مزيج من الثلاث ، فالجزء الامامي جسد أسد و الجزء الخلفي لماعز اما ذيله عباره عن ثعبان مخيف
و على عكس المتوقع ، كان راس الماعز هو الاخطر ، فقد كان ينفث لهب حارق يذيب الصخر من شدة حرارته .
ذهب بيلروفون يطلب مشورة العراف بوليديوس أحكم رجال ليسيا .
قال له بوليديوس : " لقد هزم الكايميرا قبلك الكثير ، منهم من هو أقوى و أشجع منك ، لكى تنتصر يجب أن تجد ميزه عن من سبقوك " .
سأله بيلروفون : " و ما هى تلك الميزه ؟؟؟ "
رد العراف " لو كنت تستطيع الطيران ، لتمكنت من ضرب الكايميرا من مكان لا يستطيع أن يصل فيه اليك ، الكايميرا سيكسرك كقشه فى أى قتال أرضى " .
غمغم بليروفون يأساً : "و كيف لى أن أطير ؟؟ "
رد بوليديوس : " البيجاسوس .. عليك أن تروض البيجاسوس ، حصان الآلهه المجنح الذى ولد من دم الميدوسا بعد أن قطع برسيوس رأسها " .
بعدها أخبره العراف أن عليه أن يقضى ليلته فى معبد الاله أثينا و لو قبلت الآلهه توسله سترشده الى وسيلة ترويض البيجاسوس .
امضى بيلروفون الليله فى صوم و دعاء لأثينا و مع بزوغ ضوء الفجر راح بيلروفون فى النوم
و فى حلمه رأى بيلروفون اثينا تضع لجام ذهبى الى جواره و هى تقول : " نائم أنت يا أمير بيت ايولوس ؟؟ تعال و خذ هذه التعويذه لحصانك ، أحرص على أن يراها بوسيدون و أنت تذبح ثور أبيض كقربان له " .
هب بيلروفون من نومه و العرق يبلل جسده و نظر الى جواره فوجد اللجام الذهبى الى جواره
أسرع بيلروفون الى العراف و حكى له ما كان ، فأخبره انه لا يمكن الأمساك بالبيجاسوس الا عند بئر بيرين التى لا تنضب أبداً حيث أعتاد أن يشرب و يرعى ، و أن هذه البئر فى قلب كورنثه مسقط رأس بليروفون .
انتظر بيلروفون أيام قبل أن يأتى البيجاسوس قاصداً البئر
تسلل بيلروفون من مكمنه ممسكا" اللجام الذهبى فى يده و أقترب ببطء و حذر من البيجاسوس
تنبه له الحصان و رفع رأسه نحو بيلروفون و نظر فى عينيه
لوهله أهتز بيلروفون و فقد ثقته فى أتمام المهمه .
من المؤكد الأن أن البيجاسوس سيطير مبتعدا" ، الا أن الحصان أومى برأسه و أطلق صهيلا" منخفضاً
برفق ألبسه بيلروفون اللجام الذهبى و ركب على ظهر البيجاسوس الرائع .
و لم تمر لحظه الا و كان البيجاسوس أنطلق براكبه ، و وجد بيلروفون نفسه محلقا" بين السحاب
امضى بليروفون بقية اليوم محلقا" مع البيجاسوس و مستمتعا" بما لم يراه أنسان من قبله .
فى اليوم التالى انطلق مع البيجاسوس الى عرين الكايميرا .
ميزة الطيران و شجاعة بيلروفون و مهارته جعلته ند قوى للكايميرا ، حتى نيران الكايميرا الحارقه لم تجد نفعاً أمام سرعة البيجاسوس الخارقه .
الا أن الكايميرا كانت مريعه بحق و فشلت كل محاولاته لقتلها أو حتى اصابتها بأذى و كان مع كل مناوره يقوم بها البيجاسوس يشعر بيلروفون بألسنة اللهب الحارقه و هى تشعل الهواء من تحته
و هنا خطرت له فكره للتخلص من الوحش الذى لا يقهر ، قام بيلروفون بتثبيت قطعه كبيره من الرصاص على مقدمة رمحه و طار نحو الكايميرا بسرعه هائله
و قبل أن ينفث الكايميرا نيرانه التى لا ترحم وضع بيلروفون الرصاص بين فكيها و انحرف مبتعدا" بالبيجاسوس عن مجال نيران الوحش .
اذابت انفاس الكايميرا الرصاص الذى سال الى داخل حلق الكايميرا و رئتيه
اختنق الكايميرا و عاد بيلروفون الى لوباتس منتصرا" دون أن تمس له شعره .
أثار ذلك النصر الغير المتوقع غضب الملك فما كان منه الا أن أرسله فى مهمه آخرى للتخلص منه .
كانت هذه المهمه هى قتال قبيلة سوليمى أعداء لوباتس ، و انتصر عليهم بيلروفون بعد معركه هى الأصعب بين المهمات التى كلف بها .
بعدها ارسله لوباتس لقتال الأمازونيات المحاربات ، و انتصر بيلروفون بعد أن أمطرهم بوابل من الصخور من فوق ظهر البيجاسوس .
أثارت كل تلك الأنتصارات المتتاليه لبيلروفون حنق لوباتس ، و تغلب حقده و غضبه على خوفه من غضب الآيرينات ، فلجأ الى التدخل المباشر لقتل بليروفون .
أرسل لوباتس جيش يضم خيرة فرسان مملكته لأعداد كمين لبيلروفون اثناء عودته منتصراً من حرب الأمازونيات
الا أن بيلروفون نجح فى التغلب عليهم و قتلهم جميعا" بمساعدة بوسيدون الذى أفاض النهر فافترق الماء سهل زانسيس خلف بيلروفون الذى واصل تقدمه نحو قصر الملك .
هنا تأكد الملك أن الآلهه تحمى بيلروفون و أنه لا يستطيع قتله .
و حدثت المواجهه بين بيلروفون و لوباتس الذى أخبره أن كل تلك المهمات كان الغرض منها التخلص منه و أطلعه على رسالة بروتس زوج ابنته .
انزعج بيلروفون من الاتهام الظالم و الجريمه التى ألصقتها انتيا ابنة لوباتس به و شرح للملك حقيقة ما حدث .
صدق الملك لوباتس كلمات المحارب الشاب و عرض عليه الزواج من ابنته الصغرى (فيلونا) ، كما اعطاه نصف المملكه ليحكمها مع زوجته .
قتلت أنتيا زوجة بروتس نفسها فور وصل خبر زواج بيلروفون و فيلونا ، و بعد ان تأكدت من افتضاح امرها
عاش بيلروفون عدة سنوات مع زوجته و لكنه لم ينس المغامرات و البطولات التى قام بها
لقد حارب الكايميرا التى لا تهزم و قتلها ، أنه ليس بشر بل ابن آله ، هكذا قال لنفسه
بدأ الغرور يتملك من بيلروفون و فى النهايه قرر أن كل التكريم الذى ناله من البشر الفانين لا يكفى بالنسبه له كأبن آله .
لذلك فقد قرر أن يحصل على تكريم لائق به و امتطى ظهر البيجاسوس مره آخرى و طار به مبتعدا" عن الأرض فى اتجاه مجمع الآلهه على جبل الأوليمب.
من فوق عرشه كان زيوس يراقب رحلة الأحمق بيلروفون الذى افقده الغرور عقله ، غضب زيوس و قرر ارسال صاعقه للقضاء على بيلروفون الا أنه خاف أن يلحق الأذى ببيجاسوس محبوب الآلهه .
بدلا" من ذلك ارسل زيوس ذبابة الخيل لتقرص بيجاسوس اسفل ذيله لتجعله يرفع مؤخرته فجأه ليلقى بيلروفون من على ظهره
هوى بيلروفون عائدا" للأرض ، ليسقط وسط شجيرات شائكة
السقطه لم تقتله و لكنه اصيب اصابات بالغه
الفارس الذى صال و جال أمسى يجوب الأرض وحيدا" كسير البدن و الروح .
كان محبوبا" من الآلهه ، الا أن حماقته و غروره جعلته يقضى ما بقى من حياته كسيح و اعمى و لا يعرفه أحد
و لا أحد يعلم اين و متى مات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق